الجمعة، 22 يناير 2021

عمتَ مساء، أحلاما سعيدة يا عزيزي راينر ج2


إنه ينسلخ.

بقايا جلدٍ من جسده... جلد؟ أليس ذلك قاسيًا جدا؟

هل تحول للتو إلى كائن بشع؟ متجاهلاً الشعور الغامض بالخوف، هنالك أشياءٌ تتقشر من وجهه وذراعه؟

"اوي راينر، إن هذا..."

آه، صوت من كان؟

هذا الصوت يخص صبيًا، على الرغم من كونه ضعيفًا، يملك عيون متحمسة و متحرقة لغرض واحد.

عندما يفتح راينر عينيه، يرى أنه قريبٌ جدًا من السماء و أمامه النار مباشرة.

لقد كان مجرد حلم يقظة أثناء ساعة حراسته. يتذكر فجأة أنه كان يخيم فوق الجدار في منطقة شيغانشينا في انتظار اقتراب الأعداء.

"راينر، حان الوقت لتغيير الورديات".

يزحف بيرتولد خارج الخيمة التي بجانبه مباشرة. حركة أطرافه الطويلة لم تتغير منذ أول لقاء لهما. الانطباع الوحيد هو أن طوله قد نما بشكل مفرط.

"لقد أصبحت ضخمًا...".

"هاه؟".

بعد التعبير عن ارتباكه، قام بيرتولد بتقطيب حاجبيه كما لو أنه سيسأل عن مزاج رينر. رؤية النية جعلت راينر يهز رأسه.

"آه... ليس الأمر وكأنني في حيرة من أمري. أنا "محارب". لقد كان مجرد كلام فارغ. لا تقل أن كلانا قد أصبح كبيرًا".

"هذا... صحيح، لكنك مخطئ يا راينر... على الرغم من توافر نفس الحالة المعيشية، فإن جسدك صلب... هل يعود هذا لاختلاف ظروف الولادة؟".

"آه... لا أعرف الكثير عن ذلك. دعنا نتبادل الأماكن، سأنام".

راينر يمتنع عن الاستمرار في الحديث الصغير مع بيرتولد، الذي لا يجيد الكلام بل يجبر نفسه على الكلام، ويتسلل إلى السرير.

رأى تكملة للحلم.

يستمر الجلد الصلب في السقوط. إنه يدرك أنه ذلك يعود للعملاق المدرع التي يملكه. راينر في حلمه، يحاول إعادة تجديد نمو بشرته عدة مرات.

ومع ذلك، بغض النظر عن محاولاته لا يمكنه فعل أي شيء بشأن الجلد المتساقط. حشدٌ أمامه يراقب.

"راينر... هل خنتنا؟".

الجنود، الأولاد والبنات، ينظرون إليه في نفس الوقت. البعض خائف، والبعض مرتبك والبعض الآخر غاضب. كلهم ينظرون إلى راينر الجاثم.

"علاوة على ذلك... أنت...".

يستمر الدرع في السقوط. و بعد سقوط الجزء القاسي، يستمر لحمه في التقشر. ينكمش الهيكل الكبير وينكشف لحمه تحت الشمس الناصعة.

في الحلم، يصبح راينر وجودًا بدون أي شيء، بدون لحم قوي ولا درع عملاق في غضون فترة زمنية قصيرة.

"لقد حاولت أن تكون رائعًا، لكنك في الحقيقة مجرد شقي ضعيف!".

مندهشا، يرفع رأسه.

صاحب الصوت ليس سوى الشاب راينر.

"لا….!".

اليد الممدودة تمسك السماء بشكل يائس.

"هل راودك كابوس؟".

يُفتح فم الخيمة و يدخل الضوء، ليرى تعبير بيرتولد القلق الذي ينعكس عليه الضوء الخافت.

"أنا... هل قلتُ أي شيء؟".

"لا أعرف ما كنتَ تقوله... ولكن يبدو أنك لم تنم جيدًا".

شرح بيرتولد بإيجاز أنه جاء للتو للاطمئنان عليه. لم يحن الوقت لتغيير المناوبات ولم يتغير الوضع بعد. لا بأس إذا كان راينر لا يزال يريد العودة إلى النوم.

"لقد كان نومًا خفيفًا و حسب... لكنه أفضل بكثير من وضعيات نومك".

"إذا كان الأمر كذلك... فلا بأس".

دون طرح المزيد من الأسئلة، أُغلقت ستارة الخيمة و عاد للنوم.

أنا بحاجة للقيام بواجبي كمحارب

يستلقي راينر و يغلق عينيه بإحكام.

"لم أعد شقيًا عاجزًا... أنا بحاجة لتسوية هذا الأمر. ما بدأته هنا... أحتاج إلى إنهائه هنا...".

الشيء الذي بقي مدفونًا خلف جفون الصبي، تلك الذكرى منذ 5 سنوات، لابد أنه قد استُحضر بفعل مشهد هذه المنطقة.

لديه ما يكفي من القوة والتصميم. يلُفُّ الدرع على قلبه.

يغلق راينر عينيه بإحكام حتى يجعل الصبي الضعيف "في ذلك اليوم" ينام. و يستغرق في نوم عميق ليواجه المعركة الحاسمة القادمة.





-النهاية-

المصدر: Shingeki-sp

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق