السبت، 26 فبراير 2022

عِمتَ مساء، أحلاما سعيدة يا عزيزي آرمين


"ما الأمر يا أرليرت؟! ما زلت متخلفًا عن الركب!"

"آخ..."

حاول آرمين يائسًا أن يرفع رأسه وهو مختنقٌ من الغبار، لكن جسده صرخ احتجاجًا. لن يتحرك بالطريقة التي يريدها.

أحتاج إلى الوقوف...

وضع قوته بين ذراعيه وفعل كل ما في وسعه ليرفع رأسه.

…همم؟

ماذا حدث لتتغير ملامح ملاعب التدريب إلى مشهد مختلف تمامًا.

أين أنا؟

هل يمكن أن يكون حدث ذلك أثناء العشاء؟

لم يكن لدى آرمين شهية، وكان إيرين بجانبه.

"هل هناك خطبٌ ما؟" سأل.

"حسنًا..." نظر الفتى إلى أسفل وهو يمزق قطعًا صغيرة من خبزه و يبدأ الكلام ببطء. "كنت أقرأ سجلات التضاريس الخاصة بفيلق الاستطلاع قبل اخراق الجدران خلال فترة الاستراحة... ولكن لم تكن هناك سجلات لأي "مياه ملتهبة" أو "السهول المتجمدة " ".

"هل تقصد الأشياء المتعلقة بالعالم الخارجي التي كانت موجودة في كتاب جدك؟"

مدّت ساشا الجالسة أمام آرمين يدها لتأخذ حساءه و بمجرد أن هرع لحمايته منها، سمع صوت جان قادم من الجانب الآخر.

"هاه. أراهن أن ذلك كله كان لا يتعدى كونه مجرد مجموعة من الأحلام التحفيزية على أي حال".

"جان... ما الذي يجعلك متأكدًا من ذلك؟ ليس الأمر كما لو كنتَ قد رأيتَ أي شيء يدحض ذلك".

ساهمت كلمات راينر الهادئة في إخماد فتيل الموقف المتفجر في الوقت المناسب.

"توقف عن ذلك. هل تحاول كسب المدرب في صفّك مرة أخرى عن طريق الشجار؟"

"...همف."

عاد الجميع لتناول الطعام بهدوء، وحاول إيرين تشجيع آرمين بصوت منخفض حتى لا يسمعه أحد.

"لا تستسلم يا آرمين. أنا متأكد من وجود عالم مجهول خارج الجدران. ربما يكون في مكان ما بعيدًا عنها".

"نعم... أنت على حق"، قال آرمين مطمئنًا. لكن الأفكار بقيت في ذهنه حتى موعد النوم.

لا أعرف في أي مكان تكسوه... الرمال.

تطايرت سحب من الرمال في الهواء كالثلج المبشور، مما يجعل من الصعب رؤية أي شيء.

هذه... كثبان ثلجية من الرمال.

أدرك آرمين أخيرًا ما كان يحدث.

أوه. إذًا فأنا أحلم.

كان يتخيل العالم الخارجي لأنه ذهب للنوم وهو لا يزال يفكر في محادثة العشاء. لكن آرمين كان منهكًا ومرهقًا حتى في أحلامه...

"هل أنت بخير يا آرمين؟"

إيرين؟ هل كنتُ أُعيقكَ مرة أخرى؟

ظهر شكل مألوف من الحرارة المتلألئة، و جعلت يده الممدودة آرمين يشعر بإحباط لا يطاق.

لا... لن أتمكن أبدًا من استكشاف العالم الخارجي إذا تركت شيئًا كهذا يحبطني!

في النهاية، وقف. كان أمامه سهل شاسع لا نهاية له من الرمال. لم يُعق أي شيء رؤيته و كانت السماء فوقه زرقاء لدرجة أنه شعر وكأنها قد تبتلعه.

"بديع…!"

"همم...؟ هاه؟".

"هل استيقظتَ أخيرًا؟".

فتح أرمين عينيه بقوة ليجد نفسه في نفس المقر كما هو الحال دائمًا.

"ليس من عادتك أن تستغرق في النوم".

جعلت كلمات إيرين آرمين يدرك أنه قد نام حتى وقت متأخر عن المعتاد.

"هل كنتُ... أئِن في نومي؟"

"كلا؟ إذا كان هناك أي شيء جديرٌ بالذكر فقد بدوت سعيدًا".

"أوه".

فكر آرمين بما رآه في حلمه وجدد تصميمه.

هذا صحيح، لن أستسلم. يومًا ما سأذهب إلى العالم الخارجي... وأستكشفه.

نظر إيرين إلى آرمين المرتبك من الطريقة التي أومأ بها إلى نفسه.

"ما هذا؟"

"لا شيء. كنت أفكر فقط في كيف سأستمر في تقديم كل ما لدي اليوم".

انتهى آرمين من تغيير ملابسه وتمدد بأقصى ما يستطيع. شعر وكأنه رأى المشهد من أحلامه في ضوء الصباح الساطع.




-النهاية-

المصدر: Shingeki-sp

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق