الأحد، 6 أكتوبر 2019

الاحتماء من المطر - دوت بيكشيس & ريكو


لم تتغير حياة الناس في هذه البلدة حتى مع الأيام الماطرة.

إن أصوات الباعة المتجولين، وعجلات العربات التي تجرها الخيول، وتمتمة العاطلين عن العمل تغلب على صوت المطر.

تحمل ريكو الوثائق بين يديها وهي مرتدية ملابس المطر، وتسير بسرعة في الشارع المزدحم، وجدت سقيفة مناسبة للهروب من المطر، وتوقفت.

"يا لها من أمطار مزعجة..."

"أرى أنكِ تعملين باجتهاد".

"هاه؟... أيها القائد !؟"

صادف و أن ريكو قد ركضت نحو قائد حامية الجدران، القائد دوت بيكشيس تحت السقيفة.

"ماذا تفعل في مكان مثل هذا يا سيدي؟"

"حسنًا... لا أستطيع رؤية الحياة الحقيقية للناس إذا ما حُشرت في مكتبي، لذا أقوم بدوريات في البلدة من حين إلى آخر."

بينما يتحدث بيكشيس إلى ريكو بلا مبالاة، لاحظَت أحد مساعديه -و الذي لم يكن موجودا باختياره- و هو يُلقي بكتفيه.

"على رأس العمل؟"

هزت رأسها بالإيجاب و خلعت نظارتها لتنظيفها على كم قميصها ونظرت إلى الوثائق الموجودة في يديها.

"... التقارير الواردة من التجار خالية من الأخطاء في الأساس. نحن بحاجة إلى زيادة موظفي الأمن العام. و الأكثر إلحاحا، يجب أن نتخذ بعض التدابير لمواجهة البطالة".

"جميعها تقارير خطيرة..."

قطبت ريكو حاجبيها ردًا على كلامِه. تعابيرها جدية دائمًا، إنها تقوم بعملها وحسب.

"حسنًا الان…"

سأل بيكشيس ريكو وهو يشاهد الناس يمرون تحت المطر. تحولت عيناه إلى بائع فواكه متجول لإقناع طفلٍ بمدى رخص أسعاره، وبعض ربات البيوت، ثرثرة مزدحمة.

"ما رأيكِ في أهل هذه المدينة؟"

"ما رأيي...؟"

فكرت ريكو لبضع ثوان، وأجابت، بصدق.

"يبدو أنهم مُنعمين بالجهل. لابد بأن هذا بسبب أن هذه المدينة بعيدة عن الجبهة، لكنها تفتقر إلى الإحساس بالأزمات".

"هم... لقد عايشتِ معركة تروست. أستطيع أن أرى من أين أتيت".

"هل قلت شيئا خاطيء يا سيدي؟".

"ليس الأمر كذلك".

حتى في المطر، كان الأطفال يركضون بقوة. كان الرجال يستمتعون بمشروباتهم. كانت أعمال التجار قوية.

"الأمر فقط... أليس واجبنا هو حماية هذا 'الجهل السعيد' أيضًا؟"

"...!"

اتسعت عينا ريكو وهي تحدق في ابتسامة بيكشيس.

في لمحة واحدة، يبدو وكأنه رجل عجوز حسن مع هذا التعبير. ومع ذلك، كان هناك عزم ثابت في عينيه.

"حماية الإنسانية... نتحدث عنها في كثير من الأحيان. لكن الإنسانية التي نتحدث عنها تتجلى في هؤلاء الناس أمامنا الآن. أليس من واجبنا إذًا أن نخلق العالم الذي يمكن لهم أن يعيشوا جهلهم السعيد فيه؟"

هذا صحيح. ألم أرى و أتعلم أن الحياة اليومية العادية يمكن تدميرها في ثانية واحدة؟

استقامت ريكو للقيام بالتحية العسكرية تعبيرًا عن تفهمها و اعتذارها.

"أنت محق تمامًا، أيها القائد. سأعود الآن إلى واجبي لحماية 'العاديين'. عليك ألا تقوم بدوريات كثيرة مع ذلك".

"أنتِ صارمة".

"سينتهي بك المطاف إلى ثقب معدة مساعدك من كثرة الإجهاد".

مع هذه الكلمات، اختفت ريكو في الشارع المزدحم والممطر للعودة إلى واجبها.

"حسنا الآن..."، ابتسم بيكشيس.


ثم قام برفع غطاء معطف المطر الخاص به وسار في الشارع الممطر نفسه، مُقدمًا أعذارًا إلى مساعده الذي أجبره على القيام بالدوريات لفترة أطول قليلاً.




-النهاية-

المصدر: Shingeki-sp

هناك تعليق واحد:

  1. للتو دريت ان عندك مدونه من تويتر

    ردحذف