الأحد، 14 أبريل 2019

عِمت مساء، أحلاما سعيدة يا عزيزتي يُمير

حظيَت ذات مرة بكابوس طويل.
لهذا السبب تكره الأحلام.
تحب أن تشعر بالتعب قدر الإمكان، حتى تتمكن من النوم بعمق وتستيقظ بسرعة في الصباح.
"أنا حقًا أحسدك يا يمير".
"هاه؟ لماذا ا؟"
الفتاة التي دائما ما تكون بجانبها ابتسمت ببراءة.
"لأنكِ تنامين بسلام حقًا في كل ليلة. ولا تواجهين أي مشاكل في الاستيقاظ في الصباح أيضًا. "
"إنها لا تنام في الفصول الدراسية أيضًا"، أضافت فتاة أخرى.
ليس الجميع مثلك، حسنًا، وجهت يُمر ضربة قوية للفتاة الأخرى ساشا، وعاودت النظر إلى كريستا مرة أخرى.
"هذا لأنني أبذل جهداً لذلك. لا أريد الحصول على أي أحلام غريبة لأستيقظ مُتعبة بعدها ". 

كانت يمير تقول الحقيقة.
علاوة على انتظامها على جدول الساعات المعتاد للمتدربين، اعتادت عدم المشاركة في المحادثات السخيفة في وقت متأخر من الليل في مهجع الفتيات، وتجنبت الأعمال الروتينية التي قد تأخذ من وقت نومها، وقبل النوم، كانت تقوم ببعض تمارين التمدد الخفيفة على سريرها حتى تغفو في اللحظة التي تُغلق فيها عينيها.
ذلك لأنها تكره الكوابيس.
…لقد أخفقت.
لكن الليلة كانت مختلفة.
كانت زميلتها في معسكر التدريب، كريستا، قد تجولت بعيدًا عن الفريق أثناء البحث عن حصان احتياطي هارب، وتم تكليف يُمير العضو الأكثر كفاءة في الفريق بالبحث عنها وإعادتها.
"أنا آسفة يا يمير! شكرا لمساعدتي."
"هذه هي المرة الأخيرة، حسناً! يا رجل... انظري إلى عُلو القمر"
كانت الاثنتان تركبان جنباً إلى جنب أثناء عودتهما إلى المخيم على طريق ينيره القمر.
كان هناك وقت لأخذ غفوة قصيرة قبل المغادرة... لكن ضوء القمر الساطع أبقاها مستيقظة بشكل غريب وغامر وأدركت أنها ستكون أفضل حالاً دون استراحة...
أين أنا... بحق السماء؟
غرقت الفتاة في بركة من الظلام بعيدًا عن منال ضوء القمر. تتداخل الضوضاء إلى وعيها بين الحين والآخر.
"...لا".
"...دعني أذهب".
صراخٌ وبكاءٌ وأصوات يملؤها الخوف. ومن ثم صمتٌ مطبق. لفترة طويلة، كانت وحدها، وتتجول بلا هدف...
…توقف! أنا مختلفة الآن!
رأسها يؤلمها. وجسدها أصبح ثقيلاً.
وفوق كل ذلك، شعرت بالضيق –عاجزة و وحيدة، كما لو أن جميع البشر في العالم يتجنبها؛ تكتلت الدموع في عينيها...
"يُمير... لا تبكي..."
فجأة، تحول الصوت النقي إلى ضوء وأضاء الظلام. مدت يمير يدها لتُمسك بالضوء، لكنه ببساطة يتسلل عبر الفجوات بين أصابعها.
"سوف أسقط معك..."
"أيتها المغفلة... ليس هناك فائدة من القيام بذلك..."
صرّت أسنانها بإحكام، وعانقت "النور" الهش.
"سأحميك ... و أعيش حياتي بأفضل طريقة. هذا ما قررته!!"
استيقظت يُمير ورأت كريستا تنظر إليها بقلق.
"هل أنتِ بخير يا يُمير؟ نادراً ما تئنين في نومك... أنتِ تتعرقين كثيرًا".
شعرَت بشيء يضغط على جبينها. كان باردا وأشعرها بالراحة.
"هل لديك حمى؟ لابد وأنه كذلك لأنني كنت متأخرة بالأمس..."
"هذا مستحيل... لم أستطع النوم جيدًا، هذا كل شيء."
أزاحت يُمير يدها بعيدا ومسحت عرقها.
على الرغم من أنها لم تكن على ما يرام، إلا أنها لا تريد أي شخص -وخاصة كريستا – أن تعرف بذلك.
هذا صحيح. لقد استيقظت بالفعل من هذا الكابوس.
و... لقد وجدت ذلك بالفعل.
وقفت يُمير بنفسها، و صنعت وملامح وجه مستقيمة وانضمت إلى زملائها في الفريق.
"هل أنت بخير حقا؟"
"أجل. لذا أسرعي واذهبي إلى العمل الآن"
أعطت ردا حادا للفتاة المراعية دومًا، وابتسمت ابتسامة عريضة.
قد يكون هذا العالم كابوسًا، لكنني سأبذل قصارى جهدي من أجل مستقبلي.
أشعة الصباح المشرقة أشرقت على العزم القوي المخفي داخل الفتاة.




-النهاية-

المصدر: Shingeki-sp

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق