"ميكاسا... أنتِ لا تبتسمين أبدا، أتفعلين؟"
في ثكنة نوم المتدربات بالمدرسة قبل موعد النوم، تراقب ساشا وجه ميكاسا بينما تميل رأسها.
"الأمر ليس وكأنني
أتعمد ذلك".
"ماذا عن محاولة
الضحك دون تحفظ لمرة واحدة؟ انظري، مددي فمك من الجانبين هكذا".
تضع أصابعها على
أطراف شفتي ميكاسا، في محاولة منها لتوسيعها. قبل أن تُبعد ميكاسا يديها، تمتمت
آني بينما تمر بجانبهما.
"قد تتسببين بقطع نفسك معها،
كما تعلمين".
"*صراخ*"
سحبت ساشا ذراعيها بهلع،
وأكملت آني.
"الأمر يعتمد على الفرد
نفسه فيما أراد الضحك أو لا. ما رأيك في أن تتركيها وشأنها؟".
"حسنا، هذا
صحيح..."
عندما أريد...أن أضحك...
تفكر ميكاسا بتعابيرها بينما
تمسح على فمها.
هذا صحيح... أظن أنني نادرًا
ما أضحك عاليا، على أي حال...
حتى بعد إطفاءها الأضواء وتحديقها في السقف، لا زالت ميكاسا مهتمة بالمحادثة السابقة.
منذ متى...
الأمر ليس كما لو كان سيشكل عقبة أمام تدريبها، ولكن عندما طُرحت هذه المسألة، لم تستطع التوقف عن التفكير غير المستقر فيها.
لقد سمعت آخرين يقولون انها غير اجتماعية، ولكن ميكاسا لم تفكر بهذه الطريقة فيما يتعلق بشخصيتها.
عندما كنتُ طفلة... بدوت وكأنني مختلفة...
بسبب الإرهاق من التدريب، يصبح
عقل الفتاة [ميكاسا] فارغًا، وتتمتم بهدوء بينما تغلق عينيها.
"الأوقات... التي
ابتسمتُ فيها..."
"ميكاسا، سأترك مهمة
حصاد الخضروات لك، حسنا؟!"
أمي!
بدت السماء الساطعة واسعة
للغاية.
أصبح مجال رؤيتها ضئيلا،
انها تعلم أنها الآن في طفولتها. الشابة ميكاسا ترتدي قبعة من القش وفستان.
صوت يؤجج مشاعر الحنين
يناديها.
"انظري، لقد اصطدتُ هذه!
اليوم سنتناول الدجاج".
"كما هو متوقع من السيد
أكرمان".
"أبي و... العم ييغار؟"
كلا والديها هنا في المنزل.
في مكان آخر، ترى الأشخاص الذين اعتنوا بها (بعد وفاة والديها)، تبدأ ميكاسا
بالتعجب.
"يا إرين! لقد اكتفيتَ بتناول
الوجبات الخفيفة فقط، أليس كذلك ؟!"
"هذا مؤلم! لست بحاجة
إلى ضربني، حسنًا ؟!"
"إيرين! والعمة كذلك!"
عندما استدارت لتنظر إلى المزرعة
مرة أخرى، تساءلت أكثر. في تلك الأيام، كان المشهد سعيدًا جدًا، كذلك الناس المهمين
للفتاة الصغيرة.
"هاهاهاها... أليس
من الجيد أن تكون مرحاً؟"
*ضحِك*
مُتأثرة بضحك أبيها، بدأت
الفتاة الصغيرة بالضحك بدورها.
"مهلا، ما هذا يا ميكاسا؟
لقد وُبختُ للتو كما تعلمين؟ لا تضحكي!"
"كنت... ابتسم وحسب!"
الفتاة الصغيرة النقية، التي
لا تعرف حتى قسوة العالم أو رائحة الدم، تبتسم إلى الجميع.
"لأن جميع من في عائلتي
متواجدٌ هنا!"
"أوي...استدعوا شخصا
يجيد الرسم. دعونا نحتفظ بهذا المشهد كذكرى"
"أرجوك لا، يا يمير.
أليست ميكاسا تحظى بحلم جيد أخيرا؟ لا يزال أمامنا المزيد من الوقت حتى موعد
الاستيقاظ، لذا دعوها تنعم ببعض السلام"
ابتسامة ميكاسا هي...
ابتسامة متفهمة باهتة. يُمكن رؤيتها على ملامحها النائمة.
كما أن المجندين الجدد الذين
يراقبونها يتهامسون فيما بينهم.
"يبدو أنها تحظى بحلم
جيد للغاية. قد يكون حلما عن اللحم... "
"إنها ليست مثلك يا
ساشا"
"لكن أي شخص سوف يبتسم
عندما يرى الأشياء المفضلة لديه، أليس كذلك؟"
"الأشياء المفضلة... أرى
ذلك. أتساءل عما يكون ذلك بالنسبة لها"
الإجابة على ذلك غير معروفة
سوى في حلمها وقلبها. لكن ضوء الصباح الذي بدأ بالسطوع أخذ يُطفئ أوهامها السعيدة
شيئا فشيئا.
تحية تقدير واحترام على الترجمة الإبداعية استمتعت بكل سطر منها
ردحذف