الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

[رواية] ] أسطورة سايكو باس : المنفذ كوغامي شينيا -هاوند المدينة الفاضلة "المقدمة"

المقدمة



المرة الأولى التي قابلتُ فيها هذا الرجل، شعرت بأنني فُصلتُ إلى أجزاء ليتم تحليلي. في عينيه، النور الفكري لعالِم رياضيات يحل معادلة. الطول، الوزن، نسبة الدهون، معامل الجريمة... ألم يتم تحليلها لتغدو بسيطة كتلك الأرقام؟

نُعامل كأرقام من قِبل نظام العرافة، ما مدى فائدة هذا الرقم للمجتمع وما مدى خطورته؟ كل شيء يُعد مسألة عددية.

عندما ظننت أنني كنت ألقي القبض على ماكشيما بكل ما تحمله الكلمة من معنى، صرتُ أُعتبر كرقمٍ خطيرٍ أيضا بالنسبة للنظام.

الأرقام تنقذ أرواح الناس.

عندما كانت الأوبئة القوية كالطاعون مستعرة في أوروبا في العصور الوسطى، لم يكن هناك دواء لوضع حد له سوى قوة الإحصاء.

كانت الأرقام تدعم الطب والعلوم وتُنمي المجتمع.

بطبيعة الحال، يمكن أن يحدث العكس تماما.

يمكن للأرقام أن تسلب حياة الناس.

وفاة شخص مقرب يفوق المشاعر ويصبح مسألة إحصائية.


--------------------


- عام 2112، نوفمبر.

محققي مكتب الأمن العام، يعمل المفتشون والمنفذون في وحدات.

وفي ذلك اليوم، رُتِّبَ لـ كوغامي شينيا العمل تحت إشراف المفتشة الجديدة، تسونيموري آكاني. لم تكن هذه التشكيلة محددةً بشكل خاص، ولكن لسبب ما، كان لديه حدس بأن الأمور ستجري على ما يرام. إشراك مفتشة مستجدة مع كوغامي سيجعلها تشعر بالراحة... ربما يفكر كبار المسؤولين بهذه الطريقة. على أي حال، كان كوغامي "مفتشًا سابقًا". لا يوجد من هو أكثر ملاءمة منه لفهم ما يتطلبه الأمر لتكون مفتشا.

" هل من خطب ما يا كوغامي-سان؟"

داخل السيارة المبرمجة على وضع القيادة الآلي، بدأت تسونوموري محادثة.

"كلا، لا شيء..." أجاب كوغامي الجالس على مقعد الراكب وأحال بصره عن المشهد الذي كان يطالعه من نافذة السيارة إلى تسونيموري.

يا لها من امرأة غريبة، ظنّ ذلك.

كانت المرة التي أطلقَت فيها النار عليه بالدومينيتور في وضع المُشلل أثناء مهمتها الأولى أشبه بذكرى قديمة الآن. في الواقع، لم يمضِ الكثير من الوقت بالفعل... لا يزال هذا الحدث محفورًا تماما كذكرى جيدة في ذهن كوغامي.

 سيارة الدورية ذات الذكاء الاصطناعي، كانت مرتبطة بمركز المرور الدولي لمراقبة المرور، تسير على طريق وطني يمر في اتجاه الشرق والغرب. متجهة إلى حي سيتاغايا.

قال كوغامي: "سمعت أنه كان هناك ما يُعرف بـ «الازدحام المروري» فيما مضى.

كان إلى حد ما في مزاجٍ يسمح له بالدردشة.

"لقد قرأت عن ذلك في كتاب مدرسي". ردت تسونيموري قائلة "إلى جانب ذلك، عوضا عن 'المشاكل المرورية'، كانت هناك 'حوادث مرورية'.

 في الوقت الحاضر، تم تجهيز معظم السيارات بنظام قيادة أوتوماتيكي مرتبط بمركز التحكم في حركة المرور.

عن طريق الماسحات الضوئية في الشوارع التي تقوم بفحص الشوائب ونظام القيادة التلقائي، انخفض عدد الحوادث التي يتعرض فيها المشاة لحوادث السيارات بسبب الإهمال بشكل ملحوظ. نتيجة لفرامل الطوارئ التلقائية المتقدمة، والتعامل مع القطط والكلاب الذين يلقون بأنفسهم من على بُعد أمتار قليلة إلى طريق السيارات أصبح ممكنا أيضا. ومع ذلك، في حالات نادرة، بسبب الصيانة المعيبة أو الكسور المفاجئة لمكونٍ وما إلى ذلك، هناك أوقات تتسبب فيها السيارات بإصابة الناس. تسمى هذه الحالة 'مشكلة مرورية'.

الأمر سيان بالنسبة لنظام العرافة، فالحسابات المتطورة تنقذ أرواح الناس.

قبل تقديم النظام، كان هناك العديد من الأشخاص يقومون بأشياء غير معقولة إلى حدٍ ما، مثل شرب الكحول ثم القيادة في حالة السكر. أتساءل ماذا سيفعلون في حالة وقوع حادث...

في أيامنا هذه، يتم تصنيف هذا النوع من الناس على أنهم مجرمون كامنون، ولا يوصى النظام في المقام الأول بتناول الكحوليات. يمكنك القول إن تناول الكحول المفرط محظور في الغالب.

' "ازدحام مروري' كل ما بقي منه هو اللفظة لا أكثر... أعتقد أن أُناسا مثل المُسن قد يذكرون الأمر حتى الآن"

المُسن— مُخبر مخضرم من مكتبِه، يقصد المنفذ ماساوكا.

"يمكننا الشعور بالفجوة بين الأجيال، أليس كذلك؟"

الفجوة بين الأجيال. صحيح. بالمناسبة، بما أن ماساوكا بنفسه قد أصبح منفذا، فهو يشرب الكحول بقدر ما يحلو له كلما أراد ذلك.

"بالتأكيد هو الأقدم في مكتب التحقيقات الجنائية"

"طريقتك في دعوته بـ 'المُسن' تبدو رائعة نوعا ما"

"حقا؟"

"كيف أصيغها... إنها تُبين مدى الثقة التي تضعها به"

"همففف..."

"يوما ما، أود أن أحاول التواصل معه بهذه الطريقة أيضًا... أيها 'المُسن'، ماذا لدينا في مسرح الجريمة؟"

عند سماعه لهذا، لم يستطع كوغامي كبح جماحه وأطلق ضحكة خفيفة "بفففف!"

"آه! لقد ضحكت!"

"عذرًا... هذا لا يناسبكِ حقا"

"لا بأس... يومًا ما، سأصبح مفتشةً صارمة ذات لهجة قاسية وسأريكم يا كوغامي-سان"

"أأ ..." ضاقت عينا كوغامي، "أتطلع إلى ذلك اليوم".

كان مسرح الجريمة عبارة عن مكتبة كبيرة، تقع في الحي التجاري في سيتاغايا.

أُغلق المدخل من قبل روبوت الدمية كوكيشي التابعة لمكتب الأمن العامة.

توقفت سيارة الدورية الذكية وشاحنات نقل المنفذين المدرعة في ساحة مواقف المكتبة؛ تُستخدم الشاحنات المدرعة عندما يتطلب الأمر نقل منفذين أو أكثر إلى مسرح الجريمة.

―― ومع ذلك، نوع المواصلات المُستخدمة لنقل المنفذين راجع لسلطة المفتش.

"ها أنت ذا"

المفتش المسؤول عن كوغامي، غينوزا قد وصل أولاً.

كان كوغامي وغينوزا يعرف كل منهما الآخر منذ المدرسة الثانوية، ولكن الموقف اختلف الآن، كلب صيدٍ وصاحبه. ألقى غينوزا نظرة غير مبالية على كوغامي، واتجه إلى تسونيموري قائلًا:

"إنه مسرح جريمة غريب"

أمالت تسونيموري رأسها: " أتقول... غريب؟ جثة فظيعة مثلا؟"

"بالتحديث عن الفظاعة، نعم... انها فظيعة، لكن الغرابة تطغى على الفظاعة"

قام غينوزا بتعديل وضع نظارته، وأشار بذقنه إلى اتجاه المبنى:

"بمجرد دخولك لمسرح الجريمة، ستفهمين".

قاموا بإبراز هوياتهم للروبوت، ثم دخل كلٌ من تسونيموري وكوغامي إلى المكتبة.

على الرغم من أن هذا المكان كان يسمى بالمكتبة، كان من الأدق لو أنهم أسموه بصندوق ودائع حافظٍ للكتب الورقية، بما أن الكتب الإلكترونية متقدمة جدًا الآن.

ومع ذلك، تم التخلص من جميع الكتب التي يقرر نظام العرافة بأن لها تأثيرا على تفاقم عتمة الطيف. لم يكن كوغامي مولعا بالسيطرة على المعلومات بهذه الطريقة.

كانت هناك صناديق صغيرة الحجم مرصوفة على رفوف الكتب، وكانت تبدو كغرفة صندوق ودائع.

في الطابق الثاني من المكتبة، جزؤها الداخلي...

وخلف الشريط الأمني ​​الهولوغرامي، كان يقبع ما أطلق عليه غينوزا مسرح جريمة غريب. حيث العشرات من أدراج صناديق المُحكمة قد تُركَت مفتوحة، كان هنالك روبوتات صغيرة على شكل حشرات تُستخدم لجمع الأدلة الجنائية.

ألقت تسونيموري نظرة على الدُرج وعبست.

"ما...هذا؟"

في المكان الذي يُفترض فيه حفظ الكتب القديمة القيمة فقط، غطت قطعة هلامية حمراء –بلون الدم كل شيء.

أحمر داكن قليلاً وقاتم.

امتلأت جميع الأدراج المفتوحة الأخرى بنفس الهلام أحمر. دنى المحققون بأنوفهم ليتفقدوا الرائحة. كانت رائحة الهواء أقرب ما يكون إلى رائحة مطهر خفيفة. نظر كوغامي إلى جهازه المحمول لقراءة تقرير الروبوتات الصغيرة وقال:

"وفقا للتحليل، لابد أن تكون هذه هي الجثث"

ان تمعنت بما فيه الكفاية، ستجد ان هناك قطع لحم وجلد، وشظايا عظام تطفو على سطح الهلام.



-يتبع...

ملاحظات الترجمة:


*صندوق الودائع (أو صندوق الودائع الآمن) هو خزنة حيث يتم الاحتفاظ بالحاويات ضمنها بشكل فردي، لتخزين الممتلكات الثمينة (الكتب كمثال هنا). يمكن العثور عليها عادة في البنوك ومكاتب البريد وغيرها من المؤسسات.


المصدر :  cleverwolfpoetry

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق