لطالما كانت كريستا فتاة ذات
شعبية عندما كانت في المستوطنة.
كانت ابتسامتها سببا كافيا
لرسم الابتسامة على وجه الآخرين، حتى في البيئة القاسية التي تجبر كبار السن والصغار
على العمل لساعات لا تُصدق.
لذا عندما قالت انها تريد أن
تغدو جندية، اعترض الجميع.
"أستغادرين حقا؟"
"آسفة بشأن ذلك. لكني
أريد أن أصبح قادرة على حماية الجميع"
"انني حقا أفكر بك
كحفيدتي... يا كريستا"
أثناء تدريبات الجري، عبر
فريق كريستا حقلا كبيراً.
"...لا زالت الفوضى تعم
المكان كالعادة"
"هل جميع مستوطناتكم
فوضوية هكذا أيضا؟"
سألت كريستا بينما
تنظر إلى الأراضي الزراعية الشاسعة، لتعجل من وتيرتها للحاق بـ إيرين و آرمين اللذان
كانا يسيران في المقدمة.
"أجل. لكن لو حضينا بشخص مثلك يا كريستا، لكُنا واجهنا القليل
من المتاعب فقط"
"هذا ليس صحيحا. أنا
لستُ قوية، سأكون مجرد عائق..."
نظرت كريستا للأسفل و أومأت
رأسها ردًا على إطراء آرمين. حينها، انضم إليهم راينر من الخلف.
"لا حاجة لكِ بأن تكوني قوية
جسديا لتساعدي الآخرين. رفع معنويات الناس عندما يكونون مُحبطين يترك أثرا لا
يُنسى".
"لكن، لا
أستطيع..."
قُرع صوت مدوي
عبر الهواء مُقاطعاً الاطراءات.
"اوي، أوقفوا
الثرثرة وابدأو في التحرك. أتريدوننا أن نكون الفريق الوحيد المتأخر؟"
كانت الفتاة التي تحدثت تسير بجانب كريستا، تتطلع إلى الأمام دون مبالاة.
"صحيح... انه
خطأي، آسف يا يمير" اعتذر راينر.
وبذلك، انتهى
الحوار حول المستوطنات...
...سمعَتْ صوتا غير مألوف
آتٍ من مكان ما
"اوي، كريستا. ألا
تشعرين بالراحة في ذلك المكان؟"
شعرت أن رأسها يتبع الصوت.
عندما نظرَت إلى الأعلى، لم ترَ شيئا سوى البياض من حولها.
أمامها، كان هناك ظل شخص
مألوف ترتسم على وجهه ملامح بشعة لدرجة أنها لم تحمل نفسها على الإشاحة بنظرها
عنه.
"...! أنت... أنا؟"
لوى الظل شفتيه بلا مبالاة
إلى ابتسامة ملتوية.
"لا، أنا لستُ كريستا.
ذاتك الحقيقة... لهي قوقعة فارغة، لا شيء لديها سوى الـ..."
"توقفي!"
صرخت كريستا. لم تحتمل
الاستماع للمزيد. لقد عانت، مُحاولة الوقوف والهرب.
"أتهربين الآن؟ أراهن
أنك كذلك. لقد استمتعتِ بكونكِ كريستا أليس كذلك؟"
"لا. أنتِ على خطأ! أنا فقط..."
"إن كنتِ فتاة صالحة،
فسيحبك الجميع أليس كذلك؟"
لم تتمكن كريستا من الهرب من
الظل الذي أغرقها بكلماتٍ لم تود سماعها. تعثرت الفتاة، وتشكلت الدموع في عينيها.
بينما يُكمل الظل ما يقوم به.
"أخبريني. هل... ستموتين
كفتاة صالحة؟ حتى يمجدكِ الجميع لأجل ذلك صحيح؟"
"أ-.... أنا..."
حينها وحسب، أحدهم مد دراعيه
واحتضن الظل القاسي و كريستا المرتعشة على حد سواء.
"أيتها الحمقاء"
"إيــه...؟"
بعدها، أصبح ذهنها فارغا...
"اوي، أيتها الغبية.
استيقظي!"
*صراخ*
الصفعة العالية على ظهرها
أعادت كريستا للواقع.
"رباه... اخبرتكِ أنه
حان وقت المغادرة"
"...إذا، أكان ذلك
حلما"
"هاه؟"
حزمت يمير حقائبها بسرعة، قذفت
بها بعيدا، والتفت لترمق كريستا بنظراتها.
"لقد ظهرتِ في حلمي، يا
يمير"
"هاه! تعازي
الحارة لكِ، لابد أنه كان كابوسا، أليس كذلك؟"
"...لم يكن كذلك"
صنعت كريستا ابتسامتها
المعتادة وابتسمت للبلهاء يمير، حملت حقيبتها ووقفت.
"هيا بنا، لننطلق!
علينا ألا نجعلهم ينتظرون طويلا"
"ماذا بحق السماء... هذا
غريب"
لم تولي كريستا انتباها
لتعليق يمير المثير للشك وتابعت طي خيمتها.
ثم ابتسمت بصدق من خلف يمير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق