بغض النظر عن كونها في الشرطة العسكرية الآن، إلا أن المجندين الجدد يحملون عبء أكوام متراكمة من العمل.
مع ذلك، لديهم متسع من الوقت
ليتفرغوا لأنفسهم مقارنة بالمتدربين، وهذا ما يسمح لرفيقة آني في السكن بالتوجه إلى
المدينة، للتبضع وللاستمتاع بحياتها بين الفينة والأخرى.
"أنظري يا آني. هذه
التنورة بنصف الثمن"
"... أرى ذلك"
هيتش كانت تستعرض بعض الثياب
لآني، التي بدورها رمقتها بنظرة لا مبالية من سريرها.
"عليك الانضمام إلي بين
الفينة الأخرى. أنتِ وحيدة دائما"
"دعيني وشأني"
مقاطعة ستوهيس، حيث تم تعيين آني، هي مدينة متفرعة من السور الأساسي ذو بوابة تؤدي إلى الجانب الداخلي. جعلت الحكومة الناس يجتمعون في هذه المدن، ومن بينها مقاطعة تروست و شيغانشينا ممن تملك اقتصادا عاليا.
"همم..؟"
"انظري يا آني. هذه
ستليق بك"
آني وجدت نفسها واقفة في
منتصف الشارع الرئيسي.
وبجانبها هيتش، كانت تشير
إلى نافذة معروضات. في المتجر توجد فساتين لا يرتديها سوى النبلاء.
"أنتِ تعلمين... لا يمكننا تغطية تكاليف هذه
الفساتين برواتبنا"
"أعلم! انني أقول ذلك
وحسب"
ضحكت هيتش ضحكتها العالية
المعتادة.
"إلى جانب كوننا جنودًا، لن نرتدي تلك الأشياء"
"صحيح، ولكننا في
العاصمة. يوما ما، سيتحتم علينا مرافقة النبلاء، وسنحتك بنبلاء شبان وسيمين... أو
شيء من هذا القبيل.
"استمري بالأحلام"
كانت آني تتحدث كثيرا على
غير عادتها.
متى كانت آخر مرة مازحت فيها
هيتش-أو أي شخص آخر من فرقة التدريب؟
بدأت رؤيتها تصبح ضبابية.
"اوي، آني!"
في المشهد الضبابي الواقع أمامها
كان هناك شخص يلوح لها بيديه بينما يدنو منها أكثر فأكثر.
"...كريستا؟"
كانت تلك الفتاة التي لطالما
عاملت الجميع بلطف. حتى آني المنعزلة لم تكن مستثناة من طيبتها.
"تتسوقين؟ يا له من
متجر بهيج أليس كذلك؟"
"ما الذي يجري؟"
آني لم تستطع التصديق بأنها
كانت هنا، لكن المحادثات والأشخاص الذين استمروا بالظهور واحدا تلو الآخر أكدت
شكوكها.
"ما الخطب يا آني؟ هل أخيرا
وصلتِ لتلك المرحلة العمرية أيضا؟"
"آآه! يوجد متجر لبيع اللحوم هناك!"
رأت مجموعة من زملائها من
فرقة التدريب يعبرون الشارع، يدردشون ويحظون ببعض المرح. كان المشهد لا يُصدق، لكن
بطريقة ما، أشعرها ذلك بالحنين.
"هل...الجميع
هنا؟"
تحدثت آني باختصار، لكن
بنبرة لطيفة.
أجابت يُمير الغامضة، مشيرة
إلى الاتجاه الآخر.
"الفتيان هنا كذلك. لابد
من أن راينر و بيرتولد هناك، على ذلك الشارع"
"راينر و
بيرتولد..."
هذين الاسمين تسببا لها
برعشة أحست بها حتى النخاع.
....هذا صحيح، أنا-...
تفاقمت الرعشة إلى برد قارس
بينما احتضنت آني نفسها وبدأت بالارتجاف.
لا أملك الحق لأكون سعيدة.
تخدرت حواس آني تدريجيا، كما
تلاشى زملائها السعداء كالضباب.
"أنا آسفة....أنا
آسفة!"
"كيف تستطيعين النوم جيدا بذلك الوجه المخيف كل ليلة؟"
عندما فتحت آني عينيها، كانت
هيتش تحدق في فراشها، لقد كانت تبدو متعبة.
"...حل الصباح بالفعل؟"
اومأت هيتش برأسها ونزلت عن
السرير، تمددت ثم قامت بارتداء معطفها.
"أجل. لذا، ستتأخرين إن
لم تستعجلي وتبدلي ثيابك"
"...حسنٌ"
تحدثت آني في بنبرة مكبوتة،
مختلفة عما كانت في أحلامها. مما جعلها تشعر بالراحة لمعرفة أن تلك النبرة كانت مزيفة.
أنا... لا أستطيع أن أتصرف كما
أفعل في أحلامي. لا أستطيع أبداً مهما حدث، في المستقبل...
تخلصت آني من ذلك الإحساس الذي
يهدد بالنمو بداخلها عندما ابتلعت ريقها وزحفت من السرير. بدت أشعة الشمس ساطعة
على نحو بغيض بالنسبة لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق