الجمعة، 21 سبتمبر 2018

عِمت مساء، أحلاما سعيدة يا عزيزي ليفاي

في رؤياه الضبابية، كان واقفا أمام باب ضخم.
خيم الليل، وتلألأت النجوم في كبد السماء.
"أين...هذا المكان؟"
قفز من على ظهر الجواد، وفُتح الباب الثقيل على مصراعيه.
"ما الذي أفعله...؟"
لم يملك أدنى فكرة عما يحدث، لكنه اتجه صوب الباب على أي حال.
"ليفاي، أهلا بك. شكرا لقدومك إلى هنا"
"ما هذا المظهر... يا إيروين"
الظل الذي ظهر أمامه كان مألوفا، ومختلف تماما عن المعتاد.
كان ذلك قبل بعثةٍ إلى خارج الأسوار.
يتجول رجال الشرطة في الشوارع، يدينون الناس بلا جدوى.
"هاهاها، لا يزال رجال الشرطة العسكرية غريبي الأطوار كالعادة".
تجاهلت هانجي كل ما قالوه بكل بساطة، وسألت ليفاي.
"الشرطة... فقط أولائك الأوغاد الذين يحققون إنجازات عظيمة خلال التدريب يمكنهم الالتحاق بهم، صحيح؟"
"أجل، العشرة الأوائل"
" الآن وبما أننا نتحدث عن الأمر يا هانجي، فقد حصلتِ على أعلى الدرجات جنبًا إلى جنب مع إيروين، صحيح؟ بإمكانكم أن تصبحوا من الشرطة العسكرية لو أردتم ذلك..."
"أظن ذلك"
ضحكت هانجي عند سماعها لسؤال ليفاي كدلالة على استغرابها.
"ارتداء ثيابٍ باهظة الثمن، والتسكع مع النبلاء، والتمتع بالأشياء الفاخرة... هذه الأمور لا تناسبني! ولكن ربما تناسب إروين، صحيح؟ بما أنه يبدو جديا للغاية معظم الوقت"
سواء لأنها ظنت أن ما قالته كان مضحكا أم لا، ضحكت هانجي بقوة أكبر، متجاهلة ليفاي، الذي كان بلا تعابير.
"آه، هكذا إذا لا يسعني سوى أن أحلم بشيء ممل كهذا"
ظهَر إيروين في الحلم، مرتديا ثيابا رائعة، مُصطحبا ليفاي معه إلى المبنى.
"بساطٌ أحمر... ليس من المفترض أن نمشي عليه، صحيح..."
"تعال يا ليفاي، عليك أن تستمتع أيضا".
وعلى السجادة الحمراء، فتح ظل إيروين باب آخر.
"يا رفاق ...!"
أتى بعض الناس لتحية ليفاي، حاملين كؤوسا من النبيذ الثمين بأيديهم، انهم رفاقه في فيلق الاستطلاع الذين حاربوا معه منذ ذلك الحين وحتى الآن...
"ليفاي! لقد أتيت متأخرا!"
"العريف... كنا في انتظارك".
توالت الأوهام فجأة.
بدلات باهظة الثمن مُفصلة بعناية وهي لا تبدو مناسبة عليهم.
"لا أستطيع الضحك حتى... ما خطب طلَّتهم هذه؟"
كان ليفاي غير صبور، وكأنه يريد أن يقول شيئا لتدمير الحلم.
"أعرفكم جيدا يا رفاق... انتم لن تصنعوا وجوها بائسة كتلك أبدا"
"لكن يا ليفاي"
هل كان ظل هانجي يتحدث؟
سقط شيء من شفتيها.
سقطت قطرة حمراء من الماء على الأرض وتوسعت، وسرعان ما أصبح السجاد الأحمر بحرًا من الدماء.
"بغض النظر عن هذا، لم تكن الأمور لتسير على نحو أفضل من الطريقة التي كانت عليها الآن؟"
"ما الذ-..."
عندها فقط أدرك أن رفاقه من حوله كانوا ينزفون ممددين على الأرض.
"!؟"
كان يتصبب عرقا عندما استيقظ ليعرف أنه كان لا يزال بين جدران المأوى.
"آآ، امم... أيها العريف؟"
"...هل هذه أنتِ يا بيترا"
بدت مرؤوسته التي اعتنت به قلقة للغاية.
"أيها العريف، هل أنت بخير؟"
"...أنا بخير، آسف... أحضري لي بعض الماء".
"حسنا، سأعود على الفور!"
ظِل مرؤوستِه الذي ذهبت للحصول على الماء تداخل مع الحلم الذي كان يراه للتو –تحولت حياة الجنود المسالمة إلى بحر من الدماء.
"لا أحد يعلم... سواء كان القرار الذي اتخذوه صائبا أم لا. و مع ذلك..."
بعدما شرب الماء الذي قُدم إليه، قام بمسح شفتيه.
"...سأحمي. على الأقل يمكنني الدفاع... عن إرادتهم للمضي قُدما"
أكانت هذه رغبة قلبه؟ أم كان هدفه من ذلك إظهار قوته للحلم الذي قد يتحقق في المستقبل؟
لم يستطع تحديد ذلك، كل ما أمكنه القيام به هو الاستلقاء.




-النهاية-

المصدر: Shingeki-sp

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا على الترجمة و تطوير المحتوى العربي بأعمالك المميزة

    ردحذف