إنه المساء في قاعدة جيش المتمردين. أُطفئت
الأضواء في غرفة كوغامي. تسونيموري كانت تستخدم السرير بينما كوغامي كان يحاول أن
يغط في النوم، مستلقيًا على الأرضية. على أية حال، كان ذلك بعدما ناضل في أرض
المعركة. حالما هدأ وحاول التفكير، لقد شعر بالإرهاق. في الصباح التالي كان يخطط
للتحدث مع سيم بشأن تحركاتهم القادمة.
"..."
كوغامي شينيا و تسونيموري أكاني. توتر غريب
وملحوظ محيط بهما لم يستطيعا التخلص منه. وعلى الرغم من أنها كانت متعبة، عقل
تسونيموري فقط كان صافٍ بعيدًا عن التوتر. لا، لقد كان صافٍ فقط لأنها كانت مرهقة
جدّا؟ على أية حال، لم تستطع تسونيموري النوم وغادرت غرفة كوغامي.
كانت تطل من نافذة الرواق.
"آه..."
عدد مولدات الكهرباء بدى غير كافٍ. فهُم
يشعلون النار في الشموع عوضُا عن استخدام معدات الإنارة. لقد كان ذلك المنظر
الطبيعي للنار المشتعلة.
سماء الليل كانت فوق كل تلك التصورات
الجميلة. كانت النجوم المتراصة حادة كالجواهر. معسكرات التخييم كانت تفتقر
للإضاءة، بالحديث عن مستوى الإضاءة، لابد أن إضاءة هذه الشموع المشتعلة أقل بعشر
المرات من إضاءة الشوارع المُستخدمة في منطقة العاصمة طوكيو. عندما تكون الأرض
مظلمة فالسماء تُرى بوضوح.
"السماء مذهلة"
كوغامي كان مستيقظًا كذلك.
"تبدو النجوم وكأنها على حافة السقوط"
"على أية حال، انه لمن الافضل الاستعانة بوسائل الراحة الكهربائية،
التي تعتبر مفيدة"
"بالطبع هي كذلك، تطور العلم بحد ذاته
ليس سيئًا. المسألة وما فيها أن العلم والتقنية ظُلمت بسبب منافعها
القليلة"
ها نحن التقينا بعد وقت طويل. كوغامي
لايزال كما هو*
"لكن مع ذلك، غينوزا أصبح منفذًا..."
كوغامي قال ذلك و بنفسٍ مليء بالندم.
"بالعودة لذلك اليوم... المُسن... ماساوكا-سان قال، لا أريد أن أشهد غينوزا يتحول إلى منفذ. إن التقينا
مجددًا في العالم الآخر، لن أجد عذرًا لذلك"
"إنه بسبب تلك الحادثة..."
" كيف حال كونيزوكا؟"
"...لم تتغير قط، لكن معامل جريمتها
يظهر تحسنًا ملحوظًا"
" هذه أخبار جيدة... أعتقد، و
شيون؟"
" إنها فعلًا لا تزال كما هي، عنصر
التوازن المهم في القسم الأول"
"...كاغاري؟"
"...لا شيء، لا يزال مفقودًا"
إنه ليس مفقودًا.
لقد قُتل.
إنها تعلم ذلك ولكن إن قالت الحقيقة، فمن
المرجح أن نظام العرافة سيحاول قتل كوغامي بأي ثمن. هروبه خارج البلاد لا يُهم،
أولئك الذين يعارضون العرافة ويعلمون شكلها الحقيقي غير مرحب بهم من
قِبل النظام بالتأكيد.
لا يمكنني قول
الحقيقة... أحست بألم في
قلبها
بالرغم من ذلك، لا
توجد طريقة تُمكن كوغامي من إدراك الأمر.
"...أهذا صحيح؟ و ماذا عن سايقا-سينسي؟"
"بقي في مركز الحجز، لكنه يعمل
لصالحنا كمستشار قيّم في التحقيقات الجنائية"
"إذًا هو على قيد الحياة..."
كوغامي ضحك بلطف
"كونك على قيد الحياة لهو شيء جيد"
فُتنت تسونيموري
بابتسامته أثناء سماعها لهذه الكلمات وضحكت هي الأخرى.
أجل أتفق معك.
"مالذي تعتقدينه بشأني؟" سألها
كوغامي. " أأنت غاضبة مني؟"
"إن لم تقتل ماكشيما..."
أجابت
تسونيموري بعد التفكير مليًا بالأمر.
"طيف غينوزا-سان يتدهور أكثر فأكثر. من
المحتمل أنه لم يستطع أن يصبح منفذًا، وبالتالي حتى لو كان ماكشيما حيَا من
المحتمل أن يتم التخلص منك"
إن كان كذلك، فلن
أكون قادرة على مسامحة نظام العرافة هذه المرة.
"وفيما يتعلق بالنتيجة، فقد كان
هروبك خارج البلاد هو القرار الأفضل... احتمالية ذلك كبيرة وهذا مُحبط. على الأرجح
أنك تحملت المزيد في اليابان"
"إنه عذر غير مقبول... أعتقد"
"كونك مع الفدائيين، المفعمين
بالحياة... يبدو مزعجًا قليلًا"
"مفعمين بالحياة؟ هذا المكان جميل
بطريقته الخاصة..."
قطب غوكامي حاجبيه.
"وأمي في اليابان..."
"تومويا-سان..."
"أجل..."
"أذهب لزيارتها بين الفينة والأخرى.
اعتقدت انني ربما أصرف بالها عن..."
"شكرًا"
"إنه لا يُعد شيئًا..."
في أوقاتِ كهذه، صارت ملامح كوغامي لطيفة.
وبرؤية ذلك ظنت تسونيموري أن هذا غير
عادل.
"ما هو انطباعك عنها؟ في ذاكرتي، فهي
شخص جسور وجريء"
"بالتأكيد إنها شخص جسور وجريء جدًا،
لم تقم بفعل أي شيء يدل على ضعفها أمامي"
"لا أستطيع أن أكون في اليابان. والآن لدي أشياء علي فعلها هنا. لا يمكن أن تسير الأمور بالطريقة التي أريدها... هذا
ما تدور حوله الحياة"
كان المساء يتعمق في الليل.
وتنجذب الحشرات إلى نار المخيمات مُصدرة
أصواتًا موسيقية هادئة.
"كوغامي-سان، الحياة ثمينة أليست
كذلك؟"
"لا، ليست كذلك"
"..."
"السؤال ليس متى نموت، بل كيف
سنموت"
في اللحظة التي قالها كوغامي لم تستطع
تسونيموري تحمل ذلك وانفجرت ضاحكة.
"هـاهـا!"
بهذه الطريقة، ممسكةً بجنبيها، ضحكت بصوتها
العالي الذي يستمر في العلو والعلو.
"ماذا؟"
ضحكت كثيرًا للمرة الأولى منذ وقت طويل. من
أعماق قلبها.
"بسببك.."
...لأنك قلتها بنفس الطريقة التي توقعت أن
تقولها بها.
"لا، لا شيء"
"شقية، تنفجر ضاحكة فجأة وبدون
سبب..."
هز كوغامي كتفيه وضحك ضحكة خفيفة أيضًا،
عندما هدأ ضحكت تسونيموري...
"لقد كبرتِ بالفعل" كوغامي تمتم
بمَودة.
" أهذا صحيح؟" شعرت تسونيموري
بالإحراج بينما تقول ذلك
"هذا وجه يتميز به شيبارد جيد، و كذلك
صياد محترف"
" أنت فعلًا كلبٌ ضالٌ الآن"
"كلب ضال.. هذا فضيع"
"بالتأكيد، نحن تقابلنا كبشر
الآن"
"أخيرًا..."
"يا لها من محادثة ساخرة. حتى بالرغم
من لقائنا كبشر، القضية تحول بيننا كالعادة"
" أليس من الجيد كوننا ما اعتدنا أن
نكونه دائمًا؟"
أجل... بشأن القضية...
"...أحد الإرهابيين الذين جاؤو إلى
اليابان كان يحمل كتابًا ورقيًا نادرًا، رواية بروست البحث عن الزمن الضائع"
" أنه ملكي، لطالما أراد سامورين قراءته عندما كان هنا. ظننت اني أضعته في مكان
ما، لكن... يبدو أنه هرب والكتاب بحوزته"
"سابقًا ذلك الرجل المدعو سيم قال أنك
تقوده... أنت لست مجرد مستشار تخطيط، لكن أيضا الزعيم الروحي بالنسبة لهم ألست
كذلك؟"
عبس كوغامي بطريقة غير سارة، لحصولها على فكرة عما يجري هنا.
"بصراحة... لا أطيق هذا، أعتقد أن
هذا منافٍ لشخصيتي. لكني مستغرب من كيفية تقبل الناس لكلامي وتصرفاتي والتأثر
بها"
" قد لا تقصد ذلك، لكن لديك إمكانية
جذب الناس نحوك وما شابه. إنها مشابهة لتلك التي يمتلكها ماكشيما شوقو"
"هل أبدو مماثلًا له في نظرك أنت
أيضًا؟"
" كنتَ الأدق في تنبؤ تحركات
ماكشيما أكثر من أي أحد آخر، لن أتفاجأ حتى لو كنت تملك نفس موهبته وطباعه"
"على الأقل لم تكن كلماتي تخدع أحدًا
في اليابان، لِم هي هكذا الآن؟"
"لقد تغيرت طريقة حياتك الآن. قد لا تعي
هذا بنفسك، الموقف الذي أنت فيه الآن لا يختلف كثيرًا عما كان عليه ماكشيما
شوقو"
"أتقصدين بأنني سأصبح مثل ماكشيما
شوقو مستقبًلا؟"
"لا. لكن، الناس الذين يسعون خلف ما
أراده ماكشيما سوف يظهرون أمامك تِباعًا، من يُظهر الغضب والإستياء من المجتمع
يتطلع إلى ترك كل شيء حتى يصبح قوة تُجتذب إليه. ربما جعلوك في نفس مكان ماكشيما"
"أمر مزعج"
"لكنك لا تملك طموح التحكم في
الآخرين. وهذا هو الفرق الشاسع بينك وبين ماكشيما شوقو"
ضحك كوغامي لا إراديًا بسبب سوء فهم
تسونيموري بخصوص ما يتعلق بماكشيما.
"إن فكرتي به بهذه الطريقة... فلا
أتعجب من كوني واجهتُ وقتًا عصيبُا"
"ماذا؟"
كان هذا كل شيء. ثم علا الأفق دَوي طلق ناري صادر من بندقية عيار
كبير.
-النتهى-
-النتهى-
*في الكتاب كانت تلك أفكار أكاني، لا أعلم
لماذا لم تستخدم لفظة –سان هناك.
الترجمة الإنجليزية مُقدمة من قٍبل: 鉛の空
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق