خلقت قطرات
المطر التي تنهمر من السماء محادثة قصيرة.
اليوم، في مكان
ما تحت السماء، تتكشف قصة صغيرة مرتبطة بـ "المطر".
---
انتهى اجتماع
إيروين سميث مع رعاة فيلق الاستطلاع للتو عندما خرج من العربة بمفرده. في تلك
اللحظة، تبدأ قطرات المطر في السقوط من السماء الرمادية.
... يا له من
فشل.
يصلح إروين
سترته المبللة بالمطر وربطة العنق التي تدل على منصبه بينما يتمايل القائد مع
الحركة. تختلط هلوسة الذكريات الماضية بالأصوات الهوجاء للمطر التي تقرع في ذهنه.
"أيها القائد...
ساعدني، أيها القائد...".
ترتفع زاوية شفتي
إروين إلى ابتسامة تستنكر الذات و يحدق في القطرات الكبيرة من مياه الأمطار التي
تتساقط بشكل صاخب من فوق السطح.
أقف وحدي تحت
المطر؛ هل أستحق هذا أيضًا؟
المطر بالتأكيد
ليس علامة جيدة.
أثناء عمليات
المسح خارج الأسوار، يفسد المطر دائمًا جدول المسيرة. لربما هناك عمالقة يتحركون بشكل
أبطأ بسبب نقص الضوء الطبيعي، لكن دائما ما يوجد هناك من لم يتأثر، وهذا جعل
التنبؤ بالتشكيلة أكثر صعوبة من المعتاد. من أجل اختراق هؤلاء العمالقة، ضحى إروين
بحياة الجنود بلا قلب.
كم يبلغ عدد الأشخاص
الذين أرسلتهم إلى أفواه العمالقة؟
والرياح الباردة
و قطرات المطر تنسل بين خصلات شعره الأشقر.
كل هذا
لمساعدتنا على الاقتراب من هدفنا... هذه الفكرة مجرد عذر لأريح ضميري.
"القائد
... لقد آمنت بك... أيها القائد..."
ربما يكون ذلك
بسبب هطول الأمطار الغزيرة، لكن الأصوات في رأسه استمرت في الطفو.
هل هذا صوت جندي
مجهول مات أمامه في يوم من الأيام الممطرة؟
آمنت... هاه؟
هذا الجندي ليس
مجهول الاسم. يتذكر إروين اسم الجندي وكلماته وكل ما يتعلق به.
"لقد آمنتُ...
بك أيضًا".
انه يثق بكل فرد
في السلك من كل قلبه، ويعتبرهم جزءًا من العائلة.
و مع ذلك…
...أنا لستُ
شخصًا يمكن الوثوق به من أعماق القلب. لو لم يكن لشيء آخر، فذلك لأنني استخدمت هذه
الثقة التي قادتهم إلى هلاكهم...
طالما استمر في
قيادة جنود فيلق الاستطلاع، فسيبقى وحيدًا. يهز إروين رأسه ويدفن مشاعر الوحدة هذه
في أعماق صدره.
حتى هذه...
كارما
"أوي،
إروين!".
صرخة مفاجئة باسمه
جعلته يستفيق.
"كنتَ هنا
إذًا؟"
ينظر إروين عن
كثب و يلاحظ أن هطول المطر قد خف، و في الضفة الأخرى من الشارع، تركض بعض الشخصيات
المألوفة نحوه.
"كنا نبحث
عنك!".
"توقعنا أنك
محاصر في هذا المطر...".
تُخرج هانجي معطفًا
و تلوح به؛ يقف بجانبها ليفاي و يطرق لسانه "تشه".
"لقد حان
وقت اجتماع الكوادر"، هذا ما قاله ميكي بإيجاز.
اكتسحت نظرة
إروين الوجوه الثلاثة وسألَ في دهشة: "هل أتيتم على وجه التحديد لتخبروني
بذلك؟ يمكن ترك مثل هذه الأمور للمرؤوسين... ".
"من المرجح أن تغوص
عابسًا في مشاعر لا فائدة تٌرجى منها خلال هذه الأنواع من الطقس الرطب. لا أريد أن
يرى هؤلاء الرجال الآخرين تعبيرك المثير للشفقة".
"ما كان
يقصده يا إروين، هو أننا جئنا للبحث عنك لأننا كنا قلقين عليك".
شعر إيروين بذلك
من طريقة حملها العفوية للمعطف.
تلك… رابطة نقية
لكنها قوية.
"أعتذر...
لقد قدمتم لي عونًا كبيرًا".
يلبس المعطف و
يتجه مع الثلاثة الآخرين عائدين إلى الثكنات.
"عونًا
كبيرًا... بِحق".
يجب عليه التخلي
عن هذه الرابطة مع هؤلاء الأشخاص الثلاثة، و ربما لا يكون ذلك في المستقبل البعيد،
سيأتي هذا اليوم عاجلًا غير آجل. ومع ذلك، سيستمر الجميع في الوثوق بإروين والموت
من أجله.
تتهاوى عليه
قطرات المطر اللطيفة في طقطقة خفيفة؛ ليكشف عن ابتسامة صادقة نابعة من قلبه.
-النهاية-
المصدر: Shingeki-sp
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق